الاثنين، 28 أبريل 2014

اختلاق الطفل قصصاً خيالية.. ما الحلّ؟

بواسطة: فداء حلاوة


عندما يسرد طفلك قصص خيالية لا تمت للواقع بصلة هل يمكن أن نصف كلامه هذا على أنه كذب؟.

ومتى ينبغي مساعدته على التوقف من دون قمعه وإيذاء مشاعره؟.


إنّ مشكلة اختلاق القصص الخيالية عند الأطفال شائعة جداً، وكثيرة المصادفة، خاصة الأطفال بين 6 و12 سنة، حيث تكون البنية العقلية والتحليلية لدى الطفل في طريقها إلى التكوين والتأسيس.


وتقول الدكتورة نور خياطة الاختصاصية في أمراض الأطفال إنّ على الأهل الانتباه جيداً في هذه الفترة إلى أطفالهم، وذلك بالتحدّث دائماً معهم، والإجابة عن أسئلتهم التي لا تنتهي، ولكن دون الإكثار في التفاصيل والممنوعات، ودون الترهيب والتضخيم في الحوادث.


ويكون الطفل حساس جداً لما يدور حوله في هذه المرحلة، فمنهم من يكثر في طرح الأسئلة والتعبير عنها بوضوح، ومنهم من يلجأ إلى الخيال والقصص المختلفة، التي من خلالها على الأهل أن يفهموا قصد الطفل من سرد تلك القصص، فهذه القصص، وإن كانت خيالية، علينا تفسيرها، فهي نتاج حياة ومحيط ومخاوف وأحاسيس الطفل، يضاف إليها مدى تعاطف الأهل مع ابنهم.


إنّ الطفل يكثر من التعمّق في القصص الخيالية أحياناً للفت النظر إليه، ولأنّه يريد طرح أسئلة أو أخذ أجوبة معيّنة من الأهل.


كيف نبعده عن اختلاق القصص الخيالية؟

الطفل الذي يختلق قصصاً كبيرة هو، غالباً، مفرط الذكاء، وذو شعور مرهف، أو لديه خوف من حادث ما يخشى حدوثه، ولا يمكنه الإفصاح عنه، لذلك يجب بكثرة بدء الكلام والمحادثة مع الطفل ومعرفة أعماقه، فإذا لم ينجح الأهل في تغيير مجرى تلك القصص المفعمة بالكذب لدى طفلهم، عليهم أن يستعينوا بطبيبهم لمساعدتهم على تخطّي تلك المرحلة، ولمساعدة الطفل على استيعاب ما يجري حوله من ظروف صعبة (عائلية- اجتماعية- اقتصادية)، وعلى الأهل أن يتعاونوا لتبديل الأجواء المحيطة بالطفل، والتي تشكل ضغطاً نفسياً شديداً عليه.


كما يجب الانتباه إلى التغذية الجيدة والنوم الجيد وممارسة بعض النشاطات الاجتماعية، لكن هناك بعض الحالات التي لا ينجح الأهل في ضبطها، فتحتاج إلى مساعدة الطبيب وإعطاء بعض الأدوية اللطيفة التي تساعد الطفل على الخروج من المتاهات التي يدور فيها تفكيره وأحاسيسه. في حال عدم المعالجة سيدور الطفل في فلكه، وسيبتعد عن مجتمعه ومحيطه العائلي، فينسج من خياله مجتمعاً خاصاً به يريحه.


وكلّ ذلك ينعكس، بطبيعة الحال، على الحياة الدراسية والعملية والاجتماعية للطفل، وكلّما تقدمت الحالة زادت تعقيداً، وزادت معالجتها صعوبة، وانعكست على مجرى حياته كلها وعلى مستقبله.






المصدر msn

0 التعليقات:

إرسال تعليق