الأحد، 17 مايو 2015

ابني عصبي.. ما الحل؟

 

طفل يبلغ من العمر سنتين، عندما ينبهه أهله إلى خطأ ارتكبه يضرب رأسه في الجدار بشدة ثم يبكي. وتكون النتيجة أنهم يشفقون عليه فيقومون باحتضانه ومصالحته.
إن ضرب الرأس في الحائط هو واحد من مظاهر العصبية، فما هي المظاهر الأخرى؟ ولماذا يسلك هذا الطفل على هذا النحو؟ وهل تصرف الأهل معه صحيح؟
إذا كنتِ تريدين التعرف على إجابات هذه الأسئلة فتابعي القراءة.

مظاهر العصبية

العصبية ليس صياحاً فحسب، بل لها مظاهر متعددة تتمثل في الآتي:

  • العدوان الجسدي: إيذاء جسد شخص آخر بالضرب أو العض أو الرفس أو الدفع الشديد أو استخدام الأدوات الحادة!
  • العدوان اللفظي: استخدام الشتم والألفاظ المهينة والصراخ والتهديد والوعيد وكل ما فيه إخافة للآخرين.
  • التخريب: تكسير الأشياء وبعثرتها، سكب الماء أو الطعام، إيذاء الحيوانات الأليفة، إيذاء نفسه بضرب رأسه في الأرض أو الجدار مثلاً.

لماذا يصبح الطفل عصبياً؟

  • القسوة في التعامل مع الطفل: وتقليل مساحة الاختيار أمامه وحرمانه من أمور عزيزة عليه. وهذا ينمي لديه روح الانتقام التي تدفعه عندما يجد نفسه عاجزاً عن إيذاء من يعتقد أنهم يؤذونه إلى إيذاء نفسه أو الآخرين أو تخريب الأشياء.
  • شعور الطفل بالنقص: مما يدفعه إلى محاولة لفت الانتباه إليه بالسلوك العدواني. وهذا الشعور بالنقص يتسرب إلى نفس الطفل نتيجة إصابته بعاهة جسدية أو من الرسوب المتكرر في المدرسة أو وصف أهله وأساتذته وأصدقائه له بأنه غبي أو كسول…الخ.
  • عدم السماح للطفل بالتعبير عن نفسه: مما يدفعه إلى التخريب أو إيذاء نفسه أو غيره لينفس عما في صدره.
  • إهمال الأهل لما يرونه من سلوك عصبي لدي الطفل: مما يرسل له رسالة تشجيعية على الاستمرار، بل إن بعضهم يشجعون الطفل على الاعتداء على غيره من خلال فهمهم الخاطئ لمعاني القوة وضرورة أن يأخذ الواحد حقه بيده.
  • التقليد: تقليد الأبوين حينما يتعاملان مع بعضهما أو مع أبنائهما بعصبية، كما قد يتعلم الطفل العصبية من أقرانه. كذلك دلت الكثير من الدراسات على أن مشاهدة أفلام الرعب والأعمال الدرامية العنيفة تشجع الطفل على السلوك العدواني.
  • قالت لي أم عن الأطفال أنهم “فعلا عاملين زى الاسفنجة بيمتصوا كل حاجة، وللأسف مش من الأب والأم بس، كل الناس والتلفزيون، والواحد على أد ما بيقدر بيحاول يتغير عشان هم كمان أسلوبهم يتغير”
  • عدم وجود السبيل الذي من خلاله يفرغ الطفل طاقاته: وقد لوحظ أن ضيق مساحة المنزل وعدم وجود متنفس للأطفال في الخارج قد تزيد في درجة العدوانية.
كيف تتعاملين مع عصبية طفلك؟
  • احرصي على توفير بيئة آمنة قائمة على فهم الأبوين لاحتياجات الطفل، والاهتمام بشؤونه والاعتدال في تدليله مما يحقق له أمرين هامين: الشعور بالرفاهية، والشعور بوجود سلطة ضابطة تحد من تجاوزاته.
  • مراقبة ما يشاهده الأبناء في التليفزيون وعلى الإنترنت.
  • أفضل طريقة لجعل الطفل لطيفاً ومهذباً هي معاملته بلطف وتهذيب واحترام، وغمره بمشاعر الدفء والحنان من خلال المعانقة والتقبيل والكلام اللطيف.
  • حكت لي صديقة عن طفلة في عائلتها كانت تريد شيئاً ورفض أهلها إعطاؤه لها، فتعصبت وبدأت في الصياح والبكاء، وكانت صديقتي ترى أن هذا رد فعل طبيعي من البنت إزاء صياح أهلها فيها. ذهبت الصديقة إلى البنت الصغيرة وتفاهمت معها برفق، ظلت الطفلة تتحدث بعصبية في البداية، ولكن تدريجياً تغير أسلوبها في الكلام ليصبح أكثر تهذيباً، فأعطتها بديلاً مشابهاً لما كانت تريد اللعب به.
  • أرأيتم كيف أن الرفق والمسايسة تؤثر على سلوك الأطفال؟ ومع هذا لا تتوقعي أن يحدث التغيير في غمضة عين.
  • تعاون الزوجين على أن تكون الخلافات بينهما عند حدها الأدنى، والحرص على أن تكون خلافاتهما بعيدة عم مسمع ومرأى الأبناء.
  • القدوة: حرص الأبوين على التعامل مع الأبناء بالطريقة التي يريدان أن يرياها منهم.
  • إتاحة الفرصة للطفل للعب حيث دلت الدراسات أنه أفضل طريقة يفرغ بها الطفل طاقته، لذا يجب إعداد مكان في المنزل للعب والتقليل من التحف وقطع الأثاث التي تعيق حركة الأطفال داخل المنزل. كما يجب إتاحة الفرصة للطفل ليلعب خارج المنزل.
  • تعزيز السلوك السلمي: على الأبوين أن يترصدا لابنهما ويضبطانه متلبساً بسلوك هادئ ليقدما له المكافأة والتشجيع والثناء.
  • مثال: يقول أب لابنه “قم والعب مع ابن عمك، وإذا استطعتما الاستمرار في اللعب عشرين دقيقة بدون صراخ أو شجار، فسوف أعطي كل واحد منكما بطاقة للذهاب إلى مكان للألعاب”.
  • التجاهل: تجاهل التصرفات العصبية للطفل قد يساهم في تقليلها، ويفضل في نفس الوقت الاهتمام بالطفل الذي تعرض للعدوان إذ أن هذا يجعل الطفل العدواني يدرك الميزة التي يحصل عليها الطفل المعتدى عليه.
  • تدريب الطفل على التعبير عن احتياجاته: فربما لم يعلم الأبوان الطفل كيف يعبر عن حقوقه واحتياجاته بالطريقة المناسبة.
  • تنمية روح التسامح: بأن تطلبي منه أن يضع نفسه مكان الآخر، وتدريبه على الرفق بالحيوانات الأليفة بل وحتى الحشرات فلماذا يسحق نملة ماشية في الشارع في أمان الله ولم تؤذه في شئ؟!

لو ابنك عصبي، فابحثي عن الأسباب.. وابدئي أول ما تبدئين بالبحث في نفسك وفي أسلوب تعاملك معه. ولكي نغير أبناءنا للأفضل علينا أن نغير أنفسنا أيضاً. وأذكر جملة كانت تقال في تتر المقدمة لمسلسل “يوميات ونيس”: ولكننا اكتشفنا ونحن نربي أبناءنا أننا نربي أنفسنا معهم.

 

مصدر هذا الموضوع : ابني عصبي.. ما الحل؟


استراحة حواء

0 التعليقات:

إرسال تعليق