الاثنين، 28 أكتوبر 2013

متى حدث كل هذا؟

بقلم: مى حسن


لقد استيقظت هذا الصباح وأنا أشعر وكأننى قد صدمتنى سيارة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أشعر بحرقان فى عينىّ ودق فى رأسى، وسرعة فى ضربات القلب وثقل فى نفس الوقت. واكتشفت أن ما أشعر به لابد وأن يكون بسبب هذا الحلم الذى يشبه كثيراً حياتى اليومية أو دعونى أقول معاناتى اليومية مع ابنتى منذ لحظة وصولها من المدرسة… أحياناً (بل دعونى أقول أغلب الوقت)، أشعر أن دورى كأم أصبح كدور امرأة مُسِنَّة لحوحة، أسطوانة لا تتوقف عن قول “هيا، هيا،” بشكل لا شعورى. هذا حقاً شئ مرهق.


أغلب أصدقائى لديهم ثلاثة أو أربعة أطفال (لأنكم ربما سمعتم أن إنجاب أربعة أطفال هى آخر صيحة هذا الموسم) وأنا حقاً لا أعرف ولا أتخيل كيف يستطيعون التكيف مع هذا العدد من الأطفال! صراعاتى مع ابنتى صراعات يومية بدءاً من ماذا ترتدى إلى ماذا تأكل، وعندما أستيقظ كل صباح أدعو أن تمر الأمور بشكل أبسط، إلا أننى أجد أن نفس السيناريو يتكرر وأجد نفسى أدير نفس الأسطوانة: “اذهبى إلى الحمام واغتسلى، اغسلى أسنانك، أغلقى التليفزيون، انتهى من عمل واجباتك (وهذا الموضوع بالتحديد سأعود إليه بعد قليل)، ارتدى ملابسك… هيا، هيا، سنتأخر.” إلحاح، إلحاح، إلحاح. وبعد الانتهاء من كل هذه الصراعات الداخلية، يبدأ صراعى الخارجى مع زحام المرور لكى نصل إلى النادى فى موعد تمرين ابنتى! وعودة مرة أخرى لموضوع الواجبات المدرسية، أنا لا أذكر أن أحداً فى الماضى قد ذكر لى أننا بعد أن ننتهى من دراستنا ومذاكرتنا سنعيد الكرة مرة أخرى مع أبنائنا. أنا انتهيت من تعليمى، ولا أريد أن أستذكر مرة أخرى الكسور، الجغرافية، العلوم، …الخ.


على أية حال، نعود مرة أخرى لموضوعنا الأساسى. منذ الساعة الرابعة مساءً إلى الساعة التاسعة مساءً لا ينتهى الصراع مع الواجبات المدرسية، المذاكرة، التمارين،…الخ، وأكثر ما يغيظ فى الموضوع هو أسلوب ابنتى الذى يتسم بالتحدى والمجادلة. منذ متى يعتبر عمر الحادية عشر سن مراهقة؟ هل أصدر الباحثون والأخصائيون النفسيون منشور فى غفلة منى وأنا محشورة فى إشارات المرور؟


هل حقاً لاحظتم كيف تكبر البنات سريعاً (أنا متأكدة أن نفس الشئ يحدث مع الأولاد لكن تجربتى أنا الشخصية تنحصر فى البنات). قبل أن ننتبه، تصل بناتنا لسن البلوغ، فبالأمس القريب كن ترتدين البامبرز والآن ستبدئن فى استخدام الفوط الصحية! متى حدث كل هذا؟ أنا لا أصدق ما يحدث، أنا أريد طفلتى الصغيرة بدلاً من هذه البنت التى تعود من المدرسة كل يوم وتكشيرة على وجهها وهى تنفخ وتتمتم وتفكر فى طرق جديدة ومبتكرة لتضايقنى، وينتهى الأمر إلى إعطائها لى نصائح فى الموضة لأن ملابسى أصبحت موضة قديمة! هذا الكلام حقاً يجرحنى لأننى أهتم بمظهرى، ولكننى رغم ذلك أحب أن تعجب ابنتى بى.


للأسف أمنية أن تعود لى طفلتى الصغيرة أمنية لن تتحقق أبداً والأمس قد مضى ولن يعود. أشعر أن سن المراهقة وكأنه عقاب لى على النعم التى كنت أنعم بها ولا أقدرها وكنت أشكو من أشياء بسيطة كقلة النوم وابنتى طفلة أو تغير شكل جسمى بعد الولادة. على أية حال، سواء رضينا أم أبينا، فإن أطفالنا يكبرون سريعاً، والأيام والسنوات تمر، وفجأة نجد أبناءنا قد وصلوا لسن الحادية عشر وفى طريقهم لمرحلة الشباب، وستندهشين كيف مرت هذه السنوات بهذه السرعة. ما يعزينى أننى أنتظر اليوم الذى آخذ فيه ثأرى من ابنتى وأنا أراها تمر مع أبنائها بكل ما مررت أنا به معها. بالطبع أنا لست جادة، فأنا أتمنى لها كل الخير والسعادة! لكن رغم تعب الأم ووظيفتها التى لا تنتهى طوال الأربع والعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع، أنا أعتبر نفسى محظوظة لأننى فى نهاية اليوم (بعد أن تدخل ابنتى فراشها وهى منهكة ويغلبها النعاس)، أستمتع بقبلة جميلة وحضن دافئ منها!






المصدر msn

0 التعليقات:

إرسال تعليق